الإئتلاف اللبناني للتعليم للجميع ينجح في تسليط الضوء على القضايا الرئيسية المتعلقة بالتعليم في لبنان والمخيمات الفلسطينية

نجح الإئتلاف اللبناني للتعليم للجميع الذي تم تأسيسه في آذار 2009 بمبادرة من المشروع المسكوني للتربية الشعبية/الشبكة العربية للتربية الشعبية في تسليط الضوء على قضايا التعليم في المخيمات الفلسطينية من خلال حشد المؤسسات والهيئات الرسمية وغير الرسيمة ومختلف فئات المجتمع من منظمات المجتمع المدني اللبنانية والفلسطينية، ومديري مدارس وطلاب ومسؤولين حكوميين، ووسائل الإعلام المختلفة، ونقابات المعلمين والمدربين والناشطين والمعنيين بالتعليم والمستفيدين من برامج محو الأمية، ومختلف برامج التثقيف الشعبي في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك ممثلين عن المخيمات الفلسطينية. حيث قام الإئتلاف اللبناني بالتشبيك بين الجمعيات ومكونات المجتمع المدني والمؤسسات التربوية العربية بهدف رفع المستوى التعليمي ضمن مقاربة تربوية تجيب على المتطلبات التنموية للجميع من أجل حياة أفضل. حيث كانت جهود الإئتلاف اللبناني تتجه نحو تجاوز كافة العوائق السياسية التي تقف عائقاً أمام جهود التنمية في المخيمات الفلسطينية التي تعتبر الأكثر فقراً وعرضة للتهميش.

 حرص الإئتلاف اللنباني منذ تأسيسه على خلق تفاعل بين الأعضاء فيما يخص كافة شؤون التربية في لبنان لتكون الحملة أكثر فاعلية وإيجابية في الواقع التربوي. حيث وصل عدد أعضاءه إلى 95 جمعية لبنانية وفلسطينية صادقت جميعها على أهدافه الإئتلاف اللبناني المنبثقة من أهداف التعليم للجميع وأكدوا التزامهم بذلك ضمان احترام القيم الإنسانية، والحقوق الأساسية المتعارف عليها دولياً وعلى رأسها "الحق في المعرفة وإلزامية التعليم للجميع"، واحترام الكرامة الإنسانية، واحترام مبدأ تكافؤ الفرص وعدم التمييز، واحترام المساواة بين المرأة والرجل، واحترام حقوق الطفل، والحفاظ على البيئة، واحترام التعدد الثقافي، واحترام مبدأ التدخل السلمي والحواري في تدبير الخلافات، ودعم الديمقراطية والمواطنة والحداثة، والدفاع عن الحريات الفردية والجماعية. وركز الإئتلاف على رفع الوعي حول أهمية التعليم، وتطبيق التعليم الإلزامي وتوسيع وتحسين الرعاية الشاملة والتعليم خلال مراحل التعلم الأولى والذي من شأنه المساهمة في تخفيض نسبة 50 من معدلات الأمية، وتقليل الفجوة بين نسب إلتحاق الذكور والإناث في المدارس الابتدائية والثانوية، وفي تشجيع حركات المجتمع المدني من أجل تنفيذ كامل أهداف "التعليم للجميع" وتحقيقها.

 وقد حظي الإئتلاف اللبناني على مدار السنوات المتتابعة على الرعاية والدعم على المستوى الرسمي، حيث تم عقد العديد من الفعاليات التي ركزت على القضايا الرئيسية المتعلقة بالتعليم في لبنان والمخيمات الفلسطينية وأهمية دمج القضايا المتعلقة بالهوية الفلسطينية في البرامج التعليمية الأساسية مثل تاريخها وجغرافيتها، وتسليط الضوء على قضايا تتعلق بالتعليم في المخيمات الفلسطينية مثل التسرب المدرسي لا سيما بين الطلاب الذكور الذين يدخلون سوق العمل نتيجة للقوانين والأنظمة التي تحد من فرص العمل لللاجئين الفلسطينيين في لبنان. حيث تشير الدراسات إلى إن نسب التسرب في زيادة مستمرة تقدر من 3.22% في الصف الرابع وصولاً إلى 19 في نهاية الصف التاسع، وتشمل هذه النسبة الطلاب الذين يدخلون سوق العمل أو الذين ينتقلون إلى مدارس التدريب المهني.

 وفي سبيل تحقيق أهدافه عقد الإئتلاف اللبناني العديد من اللقاءات على مدار السنوات من 2009 ولغاية 2012 وكان من أهمها:

حفل إطلاق حملة "هدف 1: التعليم للجميع"  2010 الذي أُقيم في بيروت تحت رعاية وزير الإعلام اللبناني في مقر اليونيسكو. بحضور ممثلين عن منظمات المجتمع المدني اللبنانية والفلسطينية، ومؤتمر صحفي لإطلاق اسبوع العمل العالمي للتعليم في 2011 في قصر الأونيسكو تحت شعار "تعليم النساء والفتيات" برعاية معالي وزير الإعلام الدكتور طارق متري وبمشاركة حوالي ستين 60 شخص من ممثلي الجمعيات أهلية، وأعضاء الإئتلاف اللبناني، ورئيس نقابة الصحفيين السيد محمد بعلبكي، والمديرة التنفيذية لشبكة أنهر السيدة فتوح يونس من الأردن، وعدد من المنسقين والمنسقات والمعلمين والمعلمات. حيث اعتبر هذا المؤتمر الصحفي مناسبة لدعوة الإعلام الرسمي والخاص المرئي والمسموع والمكتوب إلى المواكبة الجدّية للنشاط التربوي الذي يقوم به الإئتلاف اللبناني بهدف تسليط الضوء على الإشكاليات التربوية التي يعاني منها الشعب اللبناني؛ وذلك لبناء "التغيير التربوي" المطلوب من أجل حياة أفضل للجميع.

ومن اللقاءات المهمة ايضًا هي مبادرة "حملة حق العمل للفلسطينيين" التي اطلقت في يوم العمال العالمي بدعوة من الإئتلاف اللبناني حيث تداعى آلاف من الفلسطينيين واللبنانيين في 30/4/2011 للإعتصام أمام مقر الأمم المتحدة الأسكوا في بيروت. وشارك ما يقارب 7000 معتصم منتمين إلى الجمعيات الأهلية وتشكيلات المجتمع المدني ونقابات وهيئات حزبية فلسطينية ولبنانية، وكان من الملفت للإنتباه الحضور الكثيف للنساء من داخل المخيمات الفلسطينية ومن خارجها ، إضافة إلى الهيئات النسائية اللبنانية المشاركة. وأكد الإئتلاف من خلال هذه الحملة على أهمية الربط بين حق العمل وحق التعلم بالنسبة للفلسطينيين المقيمين في لبنان. ورفع المعتصمون شعارات الحملة العالمية للتعليم في أسبوع العمل العالمي إضافة إلى شعارات الإئتلاف اللبناني للتعليم.