الإئتلاف السوداني للتعليم للجميع (الشبكة السودانية للتعليم) يسلط جهوده لزيادة تمويل التعليم في السودان

الإئتلاف السوداني للتعليم للجميع هو ائتلاف للمنظمات الوطنية السودانية العاملة في مجال التعليم بهدف توحيد الجهود وتبادل الخبرات وبناء القدرات. تأسس الإئتلاف السوداني عام 2002 وتم تسجيله في مفوضية العون الإنساني في شهر مارس 2005م بعضوية 36 منظمة. وحصل الإئتلاف على عضوية الشبكة الأفريقية للتعليم للجميع (أنسيفا) بمدينة داكار بدولة السنغال، يعمل الإئتلاف السوداني لمناصرة قضايا التعليم للجميع عبر الحملات ووسائل الإعلام للتأثير على الساسة وصناع القرار والمانحين لزيادة الموارد المخصصة للتعليم متوائمة مع قضايا العصر وملبية للاحتياجات الوطنية.

انطلاقاً من ايمانه العميق بأهمية توفير تعليم نوعي للجميع، وضع الإئتلاف السوداني قضية تمويل التعليم في قائمة أولوياته نظراً لأهمية تمويل التعليم في توفير فرص التعليم للجميع. حيث أشارت الدراسات إلى أن تمويل التعليم قبل العام 2006 وحتى عام 2010 بلغ ما نسبته 0.8 من الموازنه العامة السودانية. ولهذا فقد دأب الاتئلاف السوداني ومنذ تأسيسه على المشاركة بفاعلية في أنشطة وفعاليات الأسبوع العالمي كما حرص أعضاءه على إشراك صانعي القرار في هذه الفعاليات للتأكيد على أهمية تحقيق أهداف التعليم للجميع ومن أهمها قضية تمويل التعليم. شهد أسبوع العمل العالمي للتعليم لعام 2005 مشاركة الرئيس السوداني المشير عمر حسن البشير في فعاليات اختتام أسبوع العمل العالمي الذي أكد خلال مشاركته على ضرورة انشاء صندوق لدعم التعليم وزيادة التمويل المخصص للتعليم بدءاً من عام 2006.

وكنتيجة لمشاركته والتزاماً بمسؤولياته اصدر الرئيس السوداني ستة قرارات من شأنها خدمة أهداف التعليم للجميع. وأصدار توجيهات لكل الوزارات والدور الثقافية والمؤسسات الولائية والمحلية للتأكيد على مجانية التعليم الاساسي لتشديد الالتزام بكل مقررات مؤتمري جومتن و داكار وانشاء الصندوق القومي للتعليم للجميع برئاسة النائب الاول لرئيس الجمهورية وان يكون له سند سياسي ودعم تنفيذي. وعليه وبناءً على هذه القرارات من جهة والجهود المستمرة للائتلاف السوداني من جهة أخرى تم زيادة تمويل التعليم ليصبح  2.8 في أواخر 2010 بزيادة نسبتها 25%.

هذه النجاحات شجعت الإئتلاف السوداني على استكمال جهوده الرامية لزيادة تمويل التعليم، ففي عام 2010 وبالتزامن مع أسبوع العمل العالمي عقد الإئتلاف السوداني ورشة عمل في البرلمان حول تمويل التعليم العام تحت رعاية رئيس المجلس الوطني وبالتعاون مع لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي في المجلس الوطني ووزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع منظمة بلان سودان ومنظمة قول  ووكالات الامم المتحدة وشركة بتروناس.

وفي مساعيه للاستمرار بتسليط الضوء على تمويل التعليم ومحاولته لطرح أفكار إبداعية ركزالإئتلاف على كافة العوائق التي تقف أمام تحقيق أهداف التعليم للجميع وبصورة أساسية تمويل التعليم. لأن المجتع السوداني كان ولايزال يعاني من عدم تمكن الأطفال من الالتحاق بالمدارس بسبب العوائق المالية. حيث أن المشكلة الأساسية تكمن في أن نسبة كبيرة من الأطفال يتركون مقاعد الدراسة بسبب عدم تمكن عائلاتهم من تحمل الأعباء المالية للدارسة رغم تفوق الأطفال أكاديمياً.

في هذا السياق ركز الإئتلاف على أهمية العامل المالي في ضمان المستقبل التعليمي للأطفال انطلاقاً من مبدأ التمكين الاجتماعي.  وعقد عدة فعاليات للأطفال وأسرهم في عدد من المدارس المستهدفة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم السودانية. وعقد الإئتلاف برنامجاً احتفالياً بعنوان (اليوم العالمي لمالية الاطفال والشباب) بغاية لفت أنظار صناع القرار وكافة المعنيين بجدية المشكلة وضرورة اتخاذ إجراءات فعلية وحازمة للتغلب عليها. كما عقد الإئتلاف السوداني ورش عمل تدريبية للأطفال وأسرهم حول كيفية التوفير والإدخار بطريقة فاعلة ومدروسة

وقد أثمرت جهود الإئتلاف السوداني عن صدور التزام من قبل وزيرة التربية والتعليم في ولاية الخرطوم بفتح حساب توفير لمئة طالب من المتفوقين بمبلغ 100 جنيه لكل طالب. وبالفعل اصدر الوزير قراراً بفتح حسابات بنكيه لاول 100 طالب متفوق في شهادة الاساسي على مستوى ولاية الخرطوم.

إن هذه التجربة تعتبر من أحد الابتكارات التي يمكن استخدامها كنموذج لحلول ابداعية للحكومات والأسر والطلبة، ويمكن تطبيقها في الدول المشابهة للسودان حيث امكانيات الدولة فقيرة، وحاجة الأهل إلى دعم مادي يعزز ارسال أولادهم إلى المدارس وتوعيتهم بأهمية الاستثمار بهم لمستقبل أفضل.